متقاعدينا ومتقاعديهم

30 أفريل


كتب هشام ساق الله – غريب امرنا حين يصل احد موظفينا الى التقاعد فانه يبدا بالتفكير بالموت وحين يحال قصرا فالحياه تقف معه من كل جوانبها رغم انه في ريعان الشباب وحين يحال احدهم الى التقاعد يبدا بالتخطيط للمرحله القادمه من حياته وكانه شاب صغير السن للبدء من جديد .

مفارقه عجيبه غريبه فهؤلاء القيادات العسكريه في الكيان الصهيوني او العاملين في الوزارات المدنيه ويتعاملون مع انفسهم على انهم خبراء في مجالهم حين يصل احدهم الى سن الستين للخروج الى التقاعد فانه يفرح ويبدا بالتخطيط لمستقبل زاهر وقادم جديد فراتبه يزيد وهناك فرص وعروض امامه للاستمتاع والعمل والحياه من جديد .

فحين يعمل احدهم بمؤسسه او شركة خاصه كخبير يجني ثمار تعبه ويحول تجربته الى دولارات واموال كثيره جدا اكثر مما كان يتقاضاه في حياته المدنيه وبوظيفته الحكوميه كلها بتلك السنوات القليله ويضيف الجديد على خبرته كي يربح اموال اكثر ويسافر ويتمتع ويشعر بجمال تقاعده وخبرته .

اما كبار القاده العسكريين فهم يخرجون عن ضغط العمل ويبدؤون بالعمل المدني والمؤسسات المدنيه ويمارسون تقاعدهم بشكيء جميل والتخطيط للعمل السياسي القادم بالانضمام الى حزب او التحضير للانتخابات السياسيه القادمه فغالبا يكونوا هؤلاء القيادات محط أنظار تلك الاحزاب لتجربتهم الطويله ولكون المجتمع الصهيوني يحب هؤلاء العسكريين ويفضلهم ويقدمهم عن غيرهم .

قادة الاجهزه الامنيه الصهيونيه من يوفال ديسكين رئيس الشباك الامن الداخلي الصهيوني ورئيس الموساد مائير دغان يريدوا ان يعملوا لانفسهم اماكن في احزاب صهيونيه بانتقاد سياسة الحكومه الحاليه وتوجيه نصائح كونهم خبراء من اجل ان يكونوا على راس احزاب وفي اماكن مضمونه بالانتخابات القادمه .

اما نحن الفلسطينيين حين يبلغ الموظف سواء بالمؤسسه الامنيه او المدنيه سن الستين فانه يجهز نفسه للموت فيكون وصل الى سن زهق ومل فيه من الحياه لا احد يسال عنه بعد انتهاء مهامه حتى ولو كان مايكون ولا احد يسال عنه في المؤسسه التي كونها وانشاها وكان جزء منها فقد انتهى والذي ياتي يبدا بتدوين التاريخ من لحظة توليه والباقين الله لايردهم .

رجال ناضلوا واحيلوا للتقاعد على سن الستين او حسب قانون التقاعد المبكر جدا جدا ممن لازالوا شباب وفي سن الشباب والخبره يجلسون في المقاهي والكافتريات يندبون حظهم لايستطيعون العمل او الابداع او الاستفاده منهم ومن خبراتهم وتجربتهم فهم بحق خبراء في كل شيء ولكنهم متقاعدين ممنوع عليهم المشوره او المشاركه او حتى العمل فوزير الداخليه السابق اصدر قرار بمنع ازدواجية العمل .

حتى التشكيلات القياديه التنظيميه لحركة فتح وهم ابناء الحركه منذ نعومة اظافرهم وحتى الان وخبراتهم تفوق كل الموجودين بكل المستويات ولكن تهمة انه متقاعد عسكري هي من تطارده فلم يتم الاستعانه بخبراتهم سواء بالهيئه القياديه العليا او بالاقاليم او باي مستوى فقد تم تكهينهم ووضعهم بالكراجات بانتظار ان يموت أي منهم ويمكن ان يتم نعيه او الذهاب الى عزاه .

اما ان يتم الاستفاده منه فهكذا تفكيرنا وتفكير قيادتنا ظلموا هؤلاء الشباب مرتين الاولى حين تم احالتهم قصرا على التقاعد وثانيا حين يتم تكهينهم وهم شباب بدون ان يستفاد من تجربتهم وخبراتهم والحكم عليهم بالبقاء بالبيوت بانتظار الموت او الموت او الملل والشيخوخه المبكره .

حتى ان مؤسساتهم التي شاركوا في بنائها وتاسيسها تتنكر لهم حين يحتاج احدهم ان يحصل على تحويله طبيه او على مساعده او بالوقوف الى جانبه في امر او قضيه قد المت به فانه لايجد احد الى جانبه فهذا طبع وشيم قليلي الوفاء وناكري المعروف .

هل من نظره لهؤلاء المناضلين المتقاعدين الذين يعجون بالشباب والحيويه قبل ان يفوتهم القطر ويصدقوا انهم اصبحوا متقاعدين بانتظار الموت على قارعة الطريق وهل يكفي ان يتقاضى الرجل المناضل راتبه كي يعيش على هامش التاريخ والحدث وهو بعز شبابه وحيويته .

أضف تعليق