47 عام ذكرى استشهاد الاسير البطل عبد القادر ابوالفحم

3 جويلية

كتب هشام ساق الله – كان معروف بان الشهيد البطل الاسير عبد القادر ابوالفحم استشهد يوم الخامس من ايار عام 1970 ولكن الاخ الباحث والاسير المحرر صحح المعلومه ونشر على صفحته العام الماضي بعد التدقيق والاتصال باهله انه استشهد في الخامس من حزيران 1970 اثناء اضرابه المفتوح عن الطعام في معتقل عسقلان ضد سياسة مصلحة السجون الصهيونيه الارهابيه ورغم اصابته وألمه ووجعه الا ان القائد المناضل عبد القادر ابوالفحم اصر على الاضراب وخوضه مع اخوانه في داخل المعتقل وبعد ستة ايام اسلم روحه الى بارئها واستشهد وكان اول شهيد لمعركة الاضراب الخاويه .

بتاريخ 5 ايار 1970 م كان الإنفجار المذهل ، إنفجرت الإرادة الإنسانية الثائرة معلنة ساعة الصفر فكانت إنتفاضة الأسرى ، وكان أول إضراب عام للحركة الأسيرة في سجن عسقلان ، ونظراً لسوء وضعه الصحي رفض الشهيد إعفاءه من المشاركة في الإضراب عن الطعام وأصر على المشاركة رغم جراحه وآلامه ، فأبى إلا أن يكون في الصفوف الأمامية وفي المقدمة دوماً ، فكان هذا الرجل يمتلك من الإرادة والصلابة ما يكفي لقهر الأعداء .

فلجأت السلطات الى ممارسة أبشع الأساليب القمعية بهدف إنهاء الإضراب والتأثير على إرادة المعتقلين وصمودهم إلا أن الإرادة والعزيمة لدى أسرانا الأبطال كانت الأقوى والأصلب . وفي مساء العاشر من ايار عام 1970م ، تفاقم وضع أبو الفحم الصحي سوءاً ، فأخرجه الأسرى للعيادة ، وحمل السجانون جسد ” أبو حاتم ” الى عيادة السجن للعلاج ، لكنهم وكعادتهم وفي اطار سياسة الإهمال الطبي تآمروا عليه ولم يقدموا له العلاج اللازم ، وفي اليوم التالي وتحديداً بتاريخ 11-5-1970م كان الموعد مع الشهادة ، فنسى الجميع من المعتقلين آلامهم الخاصة وبكوا قائدهم وحبيبهم الشهيد … الذي سيبقى رمزاً ومعلماً ثورياً لأجيال المقاومة على درب التحرير . ” أبو الفحم سطَّر اسطورة وكان لشعبي شعلة ، وروحه في عسقلان وردة ” شهيدنا أبو الفحم كان قائداً عسكرياً ووطنياً فحظى بحب الجماهير وإحترامهم ، أحبهم فأحبوه ، قادهم في مسيرة النضال قبل وبعد الإعتقال وخلف الأسر .. فكان من أوائل الشهداء … وما أن أذيع خبر إستشهاده حتى إنطلقت الجماهير الوفية لتشييع جثمانه بحشد جماهيري مميز ، لتؤكد وفائها له ولكل الشهداء ، ولا يزال الشعب الفلسطيني بشكل عام ، والحركة الأسيرة بشكل خاص وفية له ، وتحفظ اسمه الخالد عن ظهر قلب .

ولد الشهيد في قرية برير في فلسطين سنة 1929 م ، وهاجر مع أسرته سنة 1948 م ، وأقام في مخيم جباليا بقطاع غزة ولحتى اليوم تقيم عائلته في جباليا البلد – الجرن ، واصل شهيدنا في تعليمه الى الصف السابع وتزوج وأنجب ابنة وأسماها فتحية وابنا اسماه حاتم .

إلتحق بالقوات المصرية سنة 1953 م وحصل على عدة دورات عسكرية ورفّع بعدها الى رتبة عريف ثم الى رتبة رقيب ، وحصل على دورة رقباء أوائل سنة 1960 م ، في مصر وكان الأول على الدورة ، فرفّع الى رتبة رقيب أول ، وكان مثالاً يحتذى به ، وحاز على إحترام وثقة كل من عرفه من ضباط مصريين وفلسطينيين ، وكان صاحب نكتة ، لطيف المعشر ، أمين وصادق ، ولما بدأ تكوين الجيش الفلسطيني كان ” أبو حاتم ” هو المسؤول عن مركز تدريب خانيونس وخاض حرب 1956م وحرب 1967 وكان ضمن كتيبة الصاعقة التي قاتلت بشراسة يعرفها العدو ذاته .

ويضيف فروانة في مقالته : ولم تثنيه ” الهزيمة ” عن النضال فكان من المؤسسين لفصيل قوات التحرير الشعبية وشارك في تدريب المناضلين عسكرياً كما شارك في عمليات عسكرية عديدة ومميزة نظراً لكفاءاته العسكرية التي كان يُضرب فيها المثل ، فجّند العديد من الشبان في صفوف قوات التحرير الشعبية ودربهم على السلاح ، وكان قائداً للتشكيلات العسكرية لقوات التحرير في قطاع غزة ، وخلال إحدى عملياته العسكرية سنة 1969م جرح جراحاً بالغة حيث أصيب جسده بعدة رصاصات وكأنهم كانوا يقصدون تصفيته وبقّى يعاني من هذه الجراح حتى يوم إستشهاده ، فإعتقلته السلطات الإسرائيلية وحكمت عليه بالسجن المؤبد عدة مرات ، وداخل السجن كان نموذجاً رائعا في العطاء والصمود والأخلاق الحميدة ، ويمتلك علاقات واسعة أهلته لأن يكون شخصية محورية مؤثرة في تنظيم صفوف الأسرى وقيادة نضالاتهم ضد ادارة السجون .

نعم ادرك ان هناك تضارب في المعلومات ولكني اردت ان اذكر بهذا المناضل والقائد الكبير الذي غادرنا منذ 46 عام وهو مضرب عن الطعام ومصاب بجراحه اثناء مقاومته للاحتلال الصهيوني ورفض ان يعفى من الاضراب حتى مضى شهيدا الى ربه رحمه الله واسكنه فسيح جنانه مع النبيين والصديقين والشهداء .

أضف تعليق