الدكتورة جين كالدر استراليه تعمل مع شعبنا الفلسطيني متطوعه منذ عام 1981

8 سبتمبر


كتب هشام ساق الله – اتصلت بي الأخت المناضلة الاسيره المحرره اللواء فاطمة برناوي لتبلغني بانها خرجت من مستشفى القدس وهي بالبيت وطلبت مني القدوم بسرعه لكي التقي ضيوف اعزاء عليها تريد ان تعرفهم علي واستجبت لطلبها ووصلت بسكوتري اللفاف الى بيتها لاقف امام امرتين سالتني هل تعرفهم قلت لها بسرعه جين كالدر والاخت دلال .

فوجىء الحضور واستغربوا فقلت لها انا اعرف معلومات كثيره عن هذه المراه الرائعه الدكتوره جين كالدر التي تعمل في الهلال الاحمر الفلسطيني بمجال تاهيل المعاقين ولدي معلومات كثيره عنها وعن تجربته الطويله من خلال عملي السابق في الجمعيه الوطنيه لتاهيل المعاقين وبرنامج التاهيل المجتمعي وشاهدت فيلم عن تجربة الرائعه الاخت الكفيفه دلال التاجي قامت باخراجه الاخت الصحافيه مهى ابوعويمر ومجموعه من المخرجات الشابات في مركز شؤون المراه .

جين كالدر صديقه حميمه للاخت المناضله فاطمة البرناوي تعرفت عليها بعد خروج الاخت فاطمة من سجون الاحتلال الصهيوني وكان لقائهما الاول في الولايات المتحده حين كانت الدكتوره جين كالدر تقوم بعمل شهادة الدكتوره في التربيه البدنيه خلال مهرجان اقامة الامريكيين العرب لاستقبال ابناء الشهداء الفلسطينيين في عرض للدبكه الشعبيه والغناء الوطني الفلسطيني وبدات بينهما صداقه مستمره حتى الان .

الدكتوره جين كالدر بدات تجربتها مع الشعب الفلسطيني عام 1981 حين تطوعت مع الهلال الاحمر الفلسطيني في لبنان الذي كان يراسه الدكتور فتحي عرفات والذي طلب منها اقامة وحدة تاهيل وعلاج طبيعي في مستشفى حيفا بمخيم برج البراجنه لخدمة 5 معاقين على الكراسي المتحركه وبدا العدد يكب والدائره تتسع وانتقلت الخدمه الى كل المستشفيات التابعه للهلال الاحمر في لبنان .

عاشت الدكتوره جين كالدر اجتياح الكيان الصهيوني للبنان وصولا الى مدينة بيروت وقد عاشت القصف من البر والبحر والجو وكانت دائما في أقبية مستشفيات فلسطينيه في المخيمات تعرضت للقصف الوحشي وكانت تتابع المعاقين الفلسطينيين والجرحى المصابين في تلك الحروب البشعه فقد تحطمت مرايا قسم العلاج الطبيعي بتلك المستشفيات عدة مرات نتيجة القصف الصهيوني الوحشي لها .

وتقول انها شاهدت بام عينها بشاعة مجازر صبرا وشاتيلا التي ارتكبتها العصابات الصهيوينه بمساعدة عصصابات لبنانيه حيث كانت تعيش في مستشفى عكا مقابل المخيم قامت العناصر المجرمه بالسيطره على المستشفى بقوة السلاح وكانت بحينها الدكتوره جين ترعى مجموعه من المعاقين الفلسطينيين على الكراسي المتحركه وتم إخلائها هي والاطفال المعاقين الى منطقه بعيده عن المخيم .

المناضله جين كالدر هي من مواليد استراليا عام 1936 وهي غير متزوجه وقالت لي ممازحه انها لا يوجد لديها الوقت لكي تتزوج فهي مشغوله في عملها المتواصل في خدمة الشعب الفلسطيني واطفاله المعاقين وتدريب كوادر فلسطينيه في كلية تنمية القدرات التي انشاتها في مقر الهلال الاحمر الفلسطيني بمدينة خانيونس والتي بدات به قبل تأسيس السلطة الفلسطينية .

وقد غادرت لبنان بعد خروج المقاومه الفلسطينيه الى جمهورية مصر العربيه وهناك انشات مركز عين شمس لتاهيل المعاقين والعلاج الطبيعي في مصر بلغ عدد المستفيدين من هذا البرنامج 400 معاق مابين طفل وبالغ وقد قام المرحوم الدكتور فتحي عرفات بتشكيل جميعه اهليه في مصر من اولياء الامور المعاقين المصريين وتم تاسيس جميعة الغد المصريه لخدمة المعاقين وتم رفد تلك المؤسسه بالخبرات الفلسطينيه من المدربين حتى اصبحت اليوم من اكبر الجمعيات التي تقدم خدماتها بهذا المجال تم اغلاق مركز عين شمس عام 1997 بعد ان عاد اغلب الاهالي الفلسطينيين المستفيدين من خدمات هذا المركز الى داخل الوطن الفلسطيني .

كلفها الدكتور فتحي عرفات بزيارة الاراضي المحتله في الانتفاضه الفلسطينيه للاطلاع على الاوضاع الصحيه ومعرفة احتياجات المستشفيات ومراكز التاهيل فيها ورفع تقارير بتلك الاحتياجات ووصلت الى قطاع غزه لانشاء كلية تنمية القدرات قبل وصول السلطه الفلسطينيه وتحضر لها ولاتزال على راس عملها حتى الان متطوعه لخدمة الشعب الفلسطيني وتخريج الكوادر الفلسطينيه الخبيره من تلك الكليه .

وعاشت تجربة الحرب على قطاع غزه الاخيره والاجتياحات الصهيونيه والقصف الصهيوني للبيوت والمؤسسات الامنيه وشاهدت فظائع كثيره طوال تجربتها كمتطوعه مع الشعب الفلسطيني تعيش تشتته ومعاناته وانتقاله من بلد لاخر بدون كلل او ملل او خوف .

تم تكريمها من الهلال الاحمر الفلسطيني الذي يراسه الدكتور المرحوم فتحي عرفات عدة مرات وكرمتها دولتها استراليا لنشاطها الانساني وخدماتها للشعب الفلسطيني وتم تكريمها من الاتحاد الدولي للهلال الاحمر الدولي والصليب الاحمر .

جين كالدر لم يتم تكريمها من قبل السلطه الفلسطينيه ومنظمة التحرير الفلسطينيه على خدماتها المتواصله منذ واحد وثلاثين عاما متواصله متنقله بين لبنان ومصر وفلسطين سواء في الضفه بالقطاع حتى هذه اللحظه قائله لي انها لا تريد تكريم فهي لازالت في بداية خدمتها للشعب الفلسطيني .

هذه المراه الرائعه التي تفهم اللغه العربيه ولكنها لا تتقن الحديث بها بطلاقه وكانت الاخت دلال التاجي تلميذتها وزميلتها بالكليه بترجمة الحوار بيني وبينها والحضور الذين شهدوا لقاءنا في بيت المناضل والاسير المحرر الاخ فوزي النمر شفاه الله وعافاه .

كل امل بان يقرا ماكتبته احد من القاده والمسؤولين حتى يتم الهمس باذن الرئيس محمود عباس بان تعمل السلطه على تكريم هذه المناضله ومنحها ارفع الاوسمه الفلسطينيه التي يمكن ان تكرم هذه المناضله المعطاءه في اقرب وقت وتسليط الاضواء عليها من كل وسائل الاعلام الفلسطينيه المكتبوبه والمسموعه والمرئيه في تستحق ذلك بامتياز .

أضف تعليق