كتب هشام ساق الله – كتبت بيوم دخول الاسير القائد كريم يونس ذكرى السادس الثلاثين لاعتقاله من قوات الاحتلال الصهيوني وبعد ايام يتم اعتقال ابن عمه ورفيقه وشريكة وابن قضيته القائد ماهر يونس بعدة ايام وتصادف يوم الثامن عشر من كانون ثاني يناير ودائما ننساه مع زحمة الاحداث رغم انه اعتقل بنفس ظروف وعانى ما عاناه ابن عمه كريم وكان طوال الفتره مناضلا وثائرا وقائد من قادة الحركه الاسيره .
اسف اخي المناضل ماهر يونس لنسيانك فلست انا وحدي من ينساك ولكن كل الباحثين والكتاب والصحافيين يتحدثوا عن كريم ولا يتحدثوا عنك قلوبنا مع كريم وماهر وعائلتهم في وادي عاره فهي تنتظر ان يتم الافراج عنهما منذ اربع وثلاثين عاما وتجاوزتهم كل صفقات الاسرى ولعل اخرها ان يتم الافراج عنهما في نهاية شهر اذار حسب الاتفاق بالافراج عن الدفعه الرابعه ولم يتم الافراج عنهما وبقيا في السجن .
وانا في مقر الصليب الاحمر العام الماضي تحدثت مع عدد من الاخوى الاسرى الذين عاشوا مع كريم يونس وابن عمه ماهر في فترة اعتقاله الاولى حيث قال لي احدهم انهم التقى مع الاسير كريم في سجن عسقلان عام 1987 وانه ينتظر وبفارغ الصبر ان يتم اطلاق سراحه هو وابن عمه الاسير ماهر يونس كفى لهؤلاء الاسرى ما امضوه في سجون الاحتلال الصهوني .
الجميع يجمع على روعة هؤلاء الكوادر والقاده الذين لهم ذكريات مع كل الاسرى في كل السجون فقد تنقلوا ولفوا كل السجون ولم يبقى احد الا سمع عنهم وعرف عنهم الاخبار وله ذكريات معهم .
الاسيران كريم وماهر كما كل اسبوع في الصليب الاحمر وكانت صورهم موجوده رفعها الشباب مطالبين بان يتم عودتهما الى بلدهم الاصليه عاره في المثلث وان يعودوا الى بيوتهم وان تفرح ام الاسير كريم هذه العجوز التي تعبت وهي تجري ورائه من سجن لسجن وعلى مدار الاثنين والثلاثين عاما هي ووالده الذي توفى مؤخرا .
الاسير المناضل ماهر يونس
ولد ماهر يونس يوم 9/1/1958م في قرية عرعرة / المثلث الشمالي, بين شقيق واحد وخمس شقيقات, وقد أنهى دراسته الابتدائية في مدارس القرية, ثم التحق بالمدرسة الزراعية في مدينة الخضيرة, وفي يوم 19/1/1983م اعتقلته السلطات الإسرائيلية, وبعد التحقيق معه وجهت له النيابة العسكرية تهمة الانتماء إلى منظمة فتح, المحظورة, وحيازة أسلحة بطريقة غير قانونية, وقتل جندي إسرائيلي, وبعد 27 جلسة من النحاكمات حكمت عليه المحكمة العسكرية في مدينة اللد بالإعدام شنقا, وبعد الحكم مباشرة استبدلت العائلة المحامي الأول بمحامي آخر يدعى زخروني من مدينة بيتح تكفا, وخلال جلسات قصيرة لم تستغرق أكثر من شهر واحد أعادت المحكمة النظر في قرارها السابق وخفضته من الاعدام إلى السجن المؤبد, وحتى كتابة هذه السطور تنقل ماهر بين كل من سجن عارة, الخضيرة, الجلمة, كفار يونا, الرملة, عسقلان, نفحة, بئر السبع, الشارون, مجدو, وهدريم, واليوم لا يزال ماهر أعزبا ويقبع في سجن الجلبوع, وخلال وجوده في السجن التحق بالجامعة المفتوحة قسم اللغات, وحال دون حصوله على اللقب الأول فقط أربعة مواضيع, لأن السلطات الإسرائيلية منعته وزملائه من الاستمرار بالدراسة.
وراء كل رجل عظيم امرأة, فقد كان ولا يزال وراء ماهر يونس والدته, تلك المرأة التي تتمتع بشخصية قوية وثقافة عالية, وكانت ولا تزال فاعلة بين ذوي الأسرى, في خدمة الأسرى والدفاع عن حقوقهم, وقد خلفت أم كريم عندما أقعدها المرض لتكون هي ممثلة ذوي الأسرى في الداخل الفلسطيني, والناطقة باسمهم, ففي الاجتماع الذي عقد يوم 3/3/2012م تكريما لكريم وماهر كانت هي صاحبة الكلمة المميزة في هذا المهرجان الكبير, وكان ماهر قد أخذ من والدته كل صفات القوة والحكمة والمثابرة , حيث أنه صاحب شخصية قوية, ويتمتع بمعنويات عالية, ويشارك زملائه الأسرى معظم الفعاليات والاحتجاجات التي تصب في صالح الأسرى السياسيين.
والاسير كريم يونس ولد يوم 24/12/1958م في قرية عارة / المثلث الشمالي بين ثلاثة أشقاء وشقيقتان, وقد أنهى دراسته الابتدائية والثانوية في مدارس القرية, ثم التحق بجامعة بئر السبع قسم الهندسة الميكانيكية, وخلال السنة الدراسية الثالثة وبالتحديد يوم 6/1/1983م اعتقلته السلطات الإسرائيلية, وبعد التحقيق معه وجهت له النيابة العسكرية تهمة الانتماء إلى منظمة فتح المحظورة, وحيازة أسلحة بطريقة غير قانونية, وقتل جندي إسرائيلي, وبعد 27 جلسة من المحاكمات حكمت عليه المحكمة العسكرية في مدينة اللد بالإعدام شنقا, وبعد الحكم مباشرة استبدلت العائلة المحامي الأول بمحامي آخر يدعى زخروني من مدينة بيتح تكفا, وخلال جلسات قصيرة لم تستغرق أكثر من شهر واحد اعادت المحكمة النظر في قرارها السابق وخفضته من الاعدام إلى المؤبد, وحتى كتابة هذه السطور تنقل كريم بين كل من سجن عارة, الخضيرة, الجلمة, كفار يونا, الرملة, عسقلان, نفحة, بئر السبع, الشارون, مجدو, وهدريم واليوم لا يزال كريم أعزبا ويقبع في سجن هدريم, وخلال وجوده في السجن التحق بالجامعة المفتوحة قسم العلوم السياسية والعلاقات الدولية.
الجدير بالذكر أنه بعد أن تحرر عميد الأسرى سامي خالد يونس من خلال عملية تبادل الأسرى بين إسرائيل ومنظمة حماس توفى العام الماضي رحمهالله واسكنه فسيح جنانه مع النبيين والصديقين والشهداء وأصبح كريم يونس وماهر يونس عميدا الأسرى في السجون الإسرائيلية, في كل فلسطين, وبهذه المناسبة أقامت جمعية أنصار السجين “الرابطة” يوم 3/3/2012م حفلا في قرية عارة, في بيت كريم يونس, تخلله كلمات قصيرة, وإشعال شعلة كبيرة فوق موقع بارز بين الحضور, وإشعال عددا آخر من الشموع حول الموقع, وهو تقليد سنوي, يقام في بيت كل أسير يكون قد قضى أكبر فترة داخل السجون الإسرائيلية, حيث يطلق عليه اسم “عميد الأسرى”, وكان قد مضى على كريم وماهر ما يقارب 30 عاما على وجودهما وراء القضبان, هذا الاحتفال التقليدي هو في حد ذاته إشارة إلى الديمقراطية المزيفة التي تتشدق بها حكومة إسرائيل, ورسالة إلى العالم ومنظمات حقوق الإنسان إلى أن السجون الإسرائيلية هي إعدام بطيء للأسير السياسي الفلسطيني, حيث لا تحديد زمني لأحكام المؤبد في القاموس الإسرائيلي.
الحريه للاسير ماهر يونس وابن عمه كريم يونس نعم انهما ايوبا فلسطين نتذكرهم اليوم ونحن نلعن الاحتلال الصهيوني الذي يبقي هؤلاء الابطال داخل السجون من اجل ان ينتقم منهما ويقتلهما بعد ان حددوا سنوات اعتقالهم من المؤبد مدى الحياه باربعين عاما .
نعم نتذكر اليوم ماهر وكريم ونتذكر معهم الابطال الذين كان يفترض ان يتم الافراج عنهم بالدفعه الرابعه لقدامى الاسرى على امل ان يتم الافراج عنهم بالجنود الصهياينه الاسرى في يد المقاومه الفلسطينيه في اول فرصة تفاوض مع الكيان الصهيوني .