كون نسيب ولا تكون قريب

كتب هشام ساق الله – كلما سالت عن احد الاصدقاء اين اخلى بعد هذه الحرب المدمره وخاصه في المناطق التي يقوم بها الجيش الصهيوني بعمليات قصف وقتل وتدمير يقولوا لي انه اخلى وذهب الى بيت نسايبه حتى وان كانت مناطق نسايبه منطقه ساخنه ارد واقول كون نسيب ولا تكون قريب والشباب برتاحو وين مابترتاح زوجاتهم .

كما يقال هم البنت للممات وحتى حين تتزوج تظل البنت مرتبطه هي وزوجها ببيت ابيها واخوها وعائلتها وخاصه في ظل الحرب والحصار فهي لاترتاح الا في بيت ابيها واخوها اكثر من أي مكان اخر لذلك الكثير من الاصدقاء والاحبه يلجاءوا الى بيوت نسايبهم للخلاء والاحتماء في ظل هذه الحرب المدمره .

دائما اكثر من يصاب بحالة الزعر والهلع والخوف النساء والاطفال واكثر مكان يمكن ان ترتاح فيه هو بيت والدها وبين اخواتها واحوانها والعائله تهدا وتخف حاله الهلع والخوف وتشعر انها بامان اكثر من أي مكان اخر حتى وان كانت منطقة والدها منطقه خطره اكثر من بيتها او أي مكان اخر .

المؤكد ان الشباب حين يختاروا الاحتماء واللجوء الى بيت حماهم ليس لانهم محكومين فقط ولكن لانه يريد ان يرتاح ويشعر ان زوجته واطفاله في حضن امن وجوء هادىء ويمكنه هو ان يتنقل بين بيت حماه وبيت اهله من اجل الاطمئنان على الاسره كلها والانسان بالنهايه لا يرتاح الى في بيته .

نعم هذا زمن المحكومين الي بدهم هدوء وسلامه وطمئنينه ومابدهم حروب وزعل ونكد ويدركوا ان المكان الهادىء الذي ترتاح به سيدة البيت هو في بيت والدها وبين اخوتها واخواتها لذلك اول مكان تلجا اليه هذا المكان ومعها كل ازوج خواتها ويلتم الشمل والجميع هناك يعيد ذكريات الخطوبه ويتم تعميق العلاقات بين النسايب والقرايب والجميع يعيش حياه تظل في ذاكرة الجميع .

كان الله في عون الجميع ودامت بيوت النسايب مفتوحه ودام عزهم وكرمهم فحين يتزوج الواحد من هذا البيت يصبح ابن جديد يضاف الى قائمة الابناء في البيت وربما تكون معزته اكثر من معزة الابن ويصبح الابناء جميعا من البنات والابناء هم احفاد .

اتمنى ان يتم دراسة هذه الظاهره ومعرفة الاسباب العلميه الحقيقيه لهذا التوجه وعمل احصاء مستقبلا للاماكن المحببه لدى الشعب ان يلجا اليها في زمن الحروب والصعاب واظهار النسبه الحقيقيه لجنوح اغلب الاسر ومعرفة وجهة نظر الزوجه والزوج والخروج بدراسه اكاديميه لهذه الظاهره الملاحظه .

والله من وراء القصد اردنا فقط ان نكتب بموضوع جديد ولافت يلاحظه الجميع ويتمتم به الاصدقاء ويطقصوا على من يقوم بهذا الامر ويلحنوا عليهم في السر والعلن علنا نجعل مما يحدث شيء طبيعي وان من يقوم به غير محكوم في عرف اهل غزه بل هو يبحث عن مكان هادىء له ولاسرته بعيدا عن التوتر والخوف والفزع .